علم الإجتماع السياسي
علم الإجتماع هو الدراسة العلمية المنظمة للظاهرة الإجتماعية،أو هو علم دراسة القواعد القانونية المختلفة التي تحكم الظاهرة الإجتماعية،في نشأتها ووجودها وتغيرها،أما علم السياسة فهو العلم الذي يهتم بالدراسة المنظمة لأساليب الحكم ،أو هو علم دراسة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة،وكيفية أدائها لوظائفها وأدوارها.
إرتبط علم السياسة إرتباطاّ مباشراّ بعلم الإجتماع،حيث كان يتمتل هدفهما النهائي،في تحقيق الإصلاح الإجتماعي والحد من الصراعات،بل وحل المشكلات التي واكبت التورة الفرنسية،والتحول إلى المجتمع الصناعي الراسمالي
والسؤال الذي يطرح نفسه،ماهو موقف علم الإجتماع السياسي من كل من علم الإجتماع وعلم السياسة؟
إذا كان النظام السياسي يمثل أحد الجوانب الرئيسية للنظام الإجتماعي ويتضمن علاقات وتفاعلات إجتماعية متعددة
بين جماعات إجتماعية مختلفة،بل أنه يعد نتاج لها،فإن النتيجة المنطقية التي يمكن الوصول إليها،هي أن النظام السياسي ليس إلا أحد النظم الإجتماعية التي يهتم علم الإجتماع بفهمها ودراستها.
على هذا الأساس،يعد علم الإجتماع السياسي أحد فروع علم الإجتماع الأساسية،وهو يمثل ذلك الفرع الذي يهتم بتحليل الظاهرة السياسية في محتواها الإجتماعي،ومن هنا يمكن القول بأن أصول علم الإجتماع السياسي تكمن في التفرقة بين الحياة المدنية والحياة السياسية،أو بين المجتمع والدولة.
علم الإجتماع السياسي بين التعريف والمجال:
مجال علم الإجتماع السياسي يتمثل في دراسة بناء القوة،في محتواه الإجتماعي،فإذا كان علم السياسة يقوم بدراسة الدولة كنظام سياسي بمؤسساتها وأجهزهتها السياسية المختلفة،ويقوم بدراسة الوظائف السياسية للدولة،فإن علم الإجتماع السياسي يتخطى هذه المجالات المحددة داخل النظام السياسي،ويربطها بالظواهر الإجتماعية الأخرى
أو بمعنى أدق وأشمل،يحللها ويفسرها داخل إطار النظام الإجتماعي ككل.
علم الإجتماع السياسي هو أحد الفروع الرئيسية في علم الإجتماع،فهو مصطلح حديث نسبياّ،ظهر في أعقاب الحرب العالمية التانية،ليسد الفراغ الموجود بين علم السياسة وعلم الإجتماع،من خلال تقسيم المعرفة العلمية للظواهر السياسية،فأصبح من مجالات البحث الهامة في علم الإجتماع.
وهو علم يدرس العلاقة بين السياسة والواقع الإجتماعي،الذي يعتبر الحاوي للأحذات السياسية على البنية الإجتماعية والعكس،فمثلاّ عند دراسة ظاهرة سياسية كالحرب أو التورة،يدرس علم الإجتماع السياسي تأثير ذلك على المجتمع
كما يدرس أيضاّ تأثير البنية الإجتماعية على السياسة،فمثلاّ ،ظاهرة البطالة والتفكك الإجتماعي،وإختلال القيم،وغياب العدالة الإجتماعية ( الظاهرة الإجتماعية) وبين التورة أو الحرب (الظاهرة السياسية).
الظواهر السياسية التي يدرسها علم الإجتماع السياسي،ليست حديثة العهد كعلم الإجتماع السياسي،لكنها أقدم من ظهور علم الإجتماع نفسه،حيث أنها قديمة قدم وجود الإنسانية ذاثها،حيث إهتم علماء العلوم الإنسانية الأخرى مثل، الفلسفة والقانون،بدراستها ولكن بشكل محدود،فإتسم علم الإجتماع السياسي وكذالك العلوم السياسية بدراستها بشكل منهجي ومنظم.
نشأة علم الإجتماع السياسي:
ترجع نشأة علم الإجتماع السياسي إلى الأزمات التي ظهرت بعد حركات الإصلاح الديني،في ألمانيا على يد مارتن لوتر،وكذلك الأزمات التي أعقبت ظهور التورة الصناعية في أوروبا.
موضوعات علم الإجتماع السياسي:
تعتبر موضوعات علم الإجتماع السياسي نفس موضوعات العلوم الإنسانية وتتمثل في:
* تحرر دول العالم الثالت من الإستعمار
* إنقسام المجتمع الدولي إلى دول شيوعية وأخرى رأسمالية
* سيطرت النخبة السياسية التي قادت عملية الإستقلال السياسي في دول العالم الثالت