المنتدى العربي للعلوم القانونية
المنتدى العربي للعلوم القانونية
المنتدى العربي للعلوم القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم القانونية

ماستر التقنيات البديلة لحل المنازعات وماستر العلاقات الدولية
 
الرئيسيةمنتدى القانون اأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الطعن في أوامر الهدم بالإلغاء والتعويض أمام القاضي الإداري بالمحكمة الإدارية
المنهج الوضعي2 Emptyالثلاثاء أبريل 12, 2016 2:42 am من طرف عبدالرحمان مغاري

» بخصوص القضاء الاداري : دراسة تشمل القانون التنظيمي الجديد للجماعات الترابية
المنهج الوضعي2 Emptyالثلاثاء أبريل 12, 2016 2:25 am من طرف عبدالرحمان مغاري

» المسطرة المدنية المعمقة
المنهج الوضعي2 Emptyالجمعة يناير 09, 2015 3:02 pm من طرف laaroussi Gnaissa

» قراءة في قانون رقم 08.05 المتعلق بالتحكيم الداخلي : بقلم ذ محمد طارق أستاذ بكلية الحقوق المحمدية
المنهج الوضعي2 Emptyالثلاثاء يناير 06, 2015 3:38 pm من طرف laaroussi Gnaissa

» التأصيل الفلسفي للمبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة
المنهج الوضعي2 Emptyالسبت ديسمبر 27, 2014 5:08 pm من طرف laaroussi Gnaissa

»  التطور التاريخي لمبادئ المحاكمة العادلة
المنهج الوضعي2 Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 9:46 pm من طرف laaroussi Gnaissa

» المفهوم الإصطلاحي للنزاع وتمييزه عن المفاهيم المشابهة له
المنهج الوضعي2 Emptyالثلاثاء ديسمبر 16, 2014 4:25 pm من طرف laaroussi Gnaissa

» التقرير السادس 09/12/2014
المنهج الوضعي2 Emptyالثلاثاء ديسمبر 09, 2014 2:47 pm من طرف laaroussi Gnaissa

» التقرير الخامس 08/12/2014
المنهج الوضعي2 Emptyالإثنين ديسمبر 08, 2014 3:48 pm من طرف laaroussi Gnaissa

سحابة الكلمات الدلالية
مفهوم التعمير الدولية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
laaroussi Gnaissa
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
عبدالرحمان مغاري
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
saad
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
حسن الفن
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
جناح المصطفى
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
brahim
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
جمال عبد الصادق
المنهج الوضعي2 I_vote_rcapالمنهج الوضعي2 I_voting_barالمنهج الوضعي2 I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 22 بتاريخ الإثنين يونيو 08, 2020 2:59 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 39 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو chahid فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 488 مساهمة في هذا المنتدى في 182 موضوع
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 المنهج الوضعي2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جناح المصطفى




عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 04/04/2012

المنهج الوضعي2 Empty
مُساهمةموضوع: المنهج الوضعي2   المنهج الوضعي2 Emptyالخميس مايو 03, 2012 5:29 am

[عدل] ثانيا : نظرية التقدم
الفكرة السائدة لدى أسلاف كونت من المفكرين حول الوضع الاجتماعي هي :
[ انهم درسوا الحركات الاجتماعية بوصفها اضطرابات او ذبذبات تحصل في المجتمعات ].
فكرة اوجست كونت هي :
[ إن السير الاجتماعي لابد أن يكون خاضعا لقوانين ] لذا فان كونت يفهم من معنى كلمة ( التقدم ) سيرا اجتماعيا نحو هدف معين لايمكن الوصول إليه إلا بعد المرور بأدوار ضرورية محددة . هكذا تفطن كونت إلى القول بأن المجتمعات تسير وفقا لقوانين ضرورية تحدد بالضبط سير تقدمها والشروط او الظروف الضرورية لذلك . وهو الأمر الذي لم يتوصل له سابقوه مثل بسكال و كوندرسيه و هلفيتيوس .
[عدل] التقدم او التحسن المصاحب للانتقال من مرحلة إلى أخرى
ثمة مظهرين مصاحبان الإنسانية في الانتقال وهما متلازمان :
1.تحسن في الحالة الاجتماعية :
هو تقدم مادي وهو أوضح وأسرع حركة واسهل حدوثا و اقرب تحقيقا . ويتوقف حدوثه على مقدار معرفتنا بقوانين الظواهر الاجتماعية والتدخل على ضوئها لتحقيق الإصلاح او التقدم المنشود ، وبمقدار ما تعجل الإنسانية بتدخلها بمقدار ما تختصر الزمن لان عملية التقدم شاقة وبطيئة وتعترضها الكثير من الصعاب والأزمات .
2. التحسن في الطبيعة الإنسانية :
هو تحسن بيولوجي وعقلي . فالتحسن البايولوجي أدى الي زيادة عمر الإنسان او تقدم القواعد الصحية وفن الطب . أما التقدم العقلي فأدى إلى كشف وسائل جديدة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمة الإنسان لان العقل والذكاء عبارة عن آلة يمكن استعمالها بصفة مطلقة في توسيع نطاق التدخل الإنساني والإشراف على الكون ومظاهره .
[عدل] الحالة الثانية : الستاتيك الاجتماعية
في هذه الحالة يتصدى كونت للمجتمع من خلال الستاتيك الاحتماعي الذي يعرفه بـ :
دراسة المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها كونها ثابتة في فترة معينة من تاريخها.
كذلك دراسة هذه المجتمعات في تفاصيلها وجزيئاتها من حيث العناصر والنظم الاجتماعية المكونة لها .
أما نظرة كونت للمجتمع
فهي نظرة أسست لعلم الاجتماع الدوركايمي ؛ بل لجوهر علم الاجتماع فيما بعد . فما هي نظرية كونت في المجتمع ؟
ينظر كونت إلى المجتمع باعتباره كلية اجتماعية تتكون من جميع الأفراد الأحياء منهم والأموات أو ما يمكن تسميته بالذاكرة الاجتماعية الحية والماضية بكل ما تشتمل عليه من بنى ومؤسسات وعلاقات وتراث وسلوكات وثقافات تعبر بانصهارها جميعا عن كلية اجتماعية أو ما يمكن تسميته بالتعبير الفلسفي بـ " الوجود الاجتماعي " . ويشدد كونت في بحوثه على تحليل القدرة الاجتماعية ليثبت أن الاجتماع الإنساني هو الحالة الطبيعية للإنسان وبالتالي فان المجتمع مقدم على الفرد ولا يزول بزوال أفراده.
نظرة كونت هذه للمجتمع تنسف نظريات العقد الاجتماعي التي تتعامل مع المجتمع وكأنه مركب صناعي تكون عن قصد بين الأفراد في صيغة عقد اجتماعي بينهم انتقلوا بموجبه من الحياة الوحشية \العدوانية إلى الحياة المدنية .
[عدل] مكونات المجتمع : مصدر القوة الاجتماعية ؟
التحليل الستاتيكي للمجتمع حسب كونت يتكون من تحليله لثلاث مكونات هي:
الفرد ( نفي للعبقرية الفردية كمؤثر في تقدم البشرية )
فالفرد لا يعتبر عنصرا اجتماعيا ولا قيمة لقوته الطبيعية لأن القوة الاجتماعية مستمدة من تضامن الأفراد ومشاركتهم في العمل وتوزيع الوظائف بينهم ، كما أنه لا قيمة أيضا لقوة الفرد العقلية الاباتحادها مع غير من القوى . ولا قيمة أيضا لقوة الفرد الأخلاقية وليدة الضمير الجمعي والتضامن الأخلاقي في المجتمع . وفي المحصلة فإن الفردية لا يتحقق فيها أي شئ من المظاهر الجمعية دون امتزاج العقول وتفاعل وجدانات الأفراد واختلاف وظائف وتنوع الأعمال ذات الأهداف الواحدة والغايات المشتركة .
الأسرة :
هي أول خلية في جسم التركيب الجمعي وهي ابسط وسط يتحقق فيه مظاهر الحياة الاجتماعية من امتزاج للعقول وتفاعل للوجدانات واختلاف في الوظائف وتنوع في الأعمال وهي أيضا اتحاد له طبيعة أخلاقية لان المبدأالاساسي في تكوينها يرجع في نظر كونت إلى وظيفتها الجنسية والعاطفية ، إذ ثمة ميل متبادل بين الزوجين من جهة وعطف متبادل بينهم والأبناء من جهة أخرى .فالمشاركات الوجدانية موجودة بين افراد هذ المجتمع الصغير وثمة واجبات على كل فرد في الأسرة ثمة وتربية ونزعة دينية يغرسها الوالدان في أولادهم.
المجتمع :
هو وحدة حية ومركب ومعقد أهم مظاهره التعاون والتضامن لذا فهو من طبيعة عقلية ووظيفية أخلاقية تابعة لها ولاحقة ومترتبة عليها . أما مبدأ التعاون والتضامن فهو الذي يحكم المجتمع ويسيطر عليه . هذا المبدأ يسمى " تقسيم العمل وتوزيع الوظائف الاجتماعية " لدى المفكرين المحدثين .
يرى كونت أن التضامن الاجتماعي مبدأ لا يمكن أن يتحقق بصورة كاملة إلا إذا وجه المسؤولون عنايتهم إلى إصلاح ثلاث نظم اجتماعية أساسية هي :
[عدل] 1.نظام التربية والتعليم
يعتقد كونت أن النظام التربوي والتعليمي ينبغي أن يكون نظاما وضعيا مبنيا على أسس علمية مرنة وبديلا عن النظام الميتافزيقي ذو النظرة المجردة .وهذا يستوجب فصله عن السياسة لإبعاده عن النفاق والإثارة للخصومات وإفساد الطبائع . كما يرى ضرورة تقسيم مراحل التعليم إلى ثلاثة مراحل هي الابتدائية والثانوية والعالية .
[عدل] 2-إصلاح نظام الأسرة
دعا كونت لأن تبنى الأسرة على أساس الأخلاق وترويض الأفراد على تقبل مبدأ التضامن الاجتماعي ونبذ الأنانية. ولهذا الغرض منح ألام دور كبير في التنشئة الاجتماعية والتربية وغرس مبادئ الدين الوضعي في الأطفال او ما اسماه كونت بـ" عبادة الإنسانية " .
________________________________________
--213.165.59.28إصلاح النظام السياسي===
الحكومة هي دليل على تقدم المجتمع وليست شرا لابد منه مثلما كان سائدا في القرن 18 لأن تقدم المجتمع مرهون بمدى انقياد الأفراد للحكومة ومدى بسط سلطتها عليهم ، أما وظيفتها فهي تحقيق مبدأ التضامن الاجتماعي والحرص على وحدته ، وعلى الحكومة أن ترعى وظيفتها المادية والروحية أي الجمع بين السلطتين الزمنية والدينية وأن تعمل على حفظ الدين وحمايته وغرسه في قلوب الأفراد .
ويجدر التذكير أن كونت درس النواحي الاقتصادية والأخلاقية والدينية في المجتمع ، ونقد النظريات الاقتصادية السائدة في عصره وكذا الأخلاقية والحاجة الماسة إلى مجموعة منظمة من العقائد.
[عدل] ثالثا : أسس الدراسة ومنهج البحث
أهم أسس البحث الوضعي
1. تشدد الوضعية كنمط تفكير علمي على إحلال فكرة القانون محل فكرة القوى الخارقة للعادة التي تحكمت طويلا بتفسير الظواهر العلمية .
هكذا فان الوصول إلى القانون العلمي الذي يحكم سير الظاهرة ويفسرها سيكون في إطار الوضعية المطلب الأول والمحور الأساسي الذي تدور عليه الدراسة والبحث .
2. إن من مبادئ الفلسفة الوضعية أيضا إخضاع التخيل او التصوير الفلسفي الذي كانت تقوم عليه المناهج القديمة إلى الملاحظة . وهكذا ضُرِبت الفلسفة الثيولوجية والميتافيزيقية في الصميم .
3. يستند منهج البحث الوضعي إلى إعطاء العلاقات التي تربط بين الظواهر الاجتماعية أهمية كبرى انطلاقا من أن الفلسفة الوضعية تعتبر نفسها مفسرة للكون ومظاهره وتسعى إلى الكشف عن طبائع الأشياء والقوانين التي تحكمها وهذا بخلاف المناهج القديمة التي لم تعطينا فكرة واضحة عن تحديدها للعلاقات بين مختلف الظواهر وعن الارتباط الحقيقي بينها .
4. إذا كانت المناهج القديمة تنزع في تفسيرها للظواهرإلى المعاني المطلقة والمبادئ الكلية والعلل الأولى مما يجعلها منتجة لمفاهيم جامدة غير قابلة للتطور فان الوضعية كفلسفة تهتم بتحديد دائرة المعاني المطلقة وجعلها معاني نسبية مرنة قابلة للحركة والتطور بما يستجيب لنمو العقل ومستحدثات العصر ومتطلبات الظروف .
[عدل] منهج البحث
ثمة نوعين من البحوث التي تؤدى إلى كشف الحقائق في ميدان الظواهر الاجتماعية ، ويستعمل أحد هذه الانواع ما يسميه كونت بالوسائل المباشرة والآخر بالوسائل غير المباشرة .
الوسائل المباشرة :
وهي الخطوات المنهجية التي نستخدمها لكشف القوانين التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية في نشأتها وتطورها ووظائفها ومجموع هذه الخطوات تكوِّن قواعد منهج البحث الاجتماعي .
الوسائل غير المباشرة :
تنتج هذه الوسائل التي لا تقل أهمية عن المباشرة من رحم العلاقات الضرورية التي تربط علم الاجتماع بما عداه من العلوم الوضعية الأخرى التي تمده بصفة دائمة بنتائج وحقائق وقضايا لها أهميتها في ميدان البحث الاجتماعي .
[عدل] الوسائل المباشرة
1. الملاحظة
ليست هي الإدراك المباشر للظاهرة او وصف للحوادث . اذ ثمة وسائل أخرى تكون مصاحبة لهذه التقنية بحيث تطور وتعمق من فهمنا للظاهرة الملاحظَة :
مثلا :
دراسة العادات والتقاليد والآثار ومظاهر التراث الأخرى .
تحليل ومقارنة اللغات.
الوقوف على الوثائق والسجلات التاريخية .
دراسة التشريعات والنظم السياسية والاقتصادية .
الاهتمام بكل مصادر المعرفة التي تساعد على الكشف العلمي.
السؤال : هل الملاحظة وسيلة أم أسلوب علمي ؟
v لان الظواهر الاجتماعية هي ظواهر عادية ومنتشرة ومتداخلة في صميم الحياة الفردية بحيث يكون الباحث نفسه مشاركا فيها إن قليلا او كثيرا ...
v ولان الظواهر الاجتماعية معقدة او كثيرة التغير ودائمة التفاعل بحيث أن الباحث قد لا تتوفر له الفرصة للإحاطة واليقظة بالظاهرة والإشراف عليها وملاحقتها ...
v ولان الباحث قد يخطئ في تأويل او إدراك ما يلاحظه في الظاهرة مما ينعكس على الاستنتاجات وبالتالي اختلاف عقول الباحثين في ملاحظة الظاهرة إياها ...
فإن كونت يرى انه لا باس من اعتبار الملاحظة عاملا مساعدا للكشف العلمي عن قوانين الظواهر ولكن بدون الإسراف البالغ في الاعتماد عليها وتحويلها من وسيلة إلى أسلوب .
2. التجربة :
يميز كونت في هذا السياق بين " التجربة الاجتماعية " التي تطبق على ظواهر المجتمع وبين " التجربة العلمية " التي تُجرى على الظواهر الطبيعية كالكيمياء والبيولوجيا . وما يهمنا ويهم كونت هو التجربة الاجتماعية .
[عدل] جوهر التجربة الاجتماعية ؟ وصحتها ؟
في البحوث العلمية حيث تجرى التجارب على الظواهر الطبيعية ؛ وبهدف استخراج القوانين يلجأ الباحث عادة إلى إجراء تجارب مقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في كل شيء ولكنهما مختلفتين في حالة واحدة وهذا الاختلاف بين الظاهرتين يرجع إلى هذه الحالة فقط . ومهمة الباحث هي معرفة هذا العامل ( القانون ) الذي تسبب باختلاف الظاهرتين ثم دراسة مدى تأثير العامل الطارئ هذا على ظاهرة أخرى .
السؤال هو: هل لدينا وسائل تمكننا من إجراء تجارب من هذا القبيل في علم مثل علم الاجتماع ؟ بمعنى : هل يمكن استعمال التجربة كوسيلة في معاينة الظواهر الاجتماعية ؟
الجواب :
يعتقد كونت إن المجتمع مثل جسم الإنسان لا بد وأنه يتعرض إلى حالات مرضية سابقة من حين إلى آخر بفعل عوامل طارئة وتيارات ظرفية كالثورات والفتن والانقلابات ، وهي حالات تحدث بلا شك طبقا للقوانين الستاتيكية والديناميكية . ولا ريب أن دراسة الحالات الباثالوجية هذه في المجتمع ستؤدي إلى تكون رصيد معرفي يساعد في إعادة المجتمع إلى سيره المعتاد.
سؤال آخر : إلى أي حد تصلح التجربة كوسيلة فعالة في دراسة الظواهر الاجتماعية ؟
جواب :
إذا تمكن الباحث من الوقوف من قبل على القوانين التي تخضع لها الظواهر في حالتها العادية حتى يمكن الكشف عن العامل الطارئ الذي سبب الحالة المرضية . ومع ذلك ليست التجربة وسيلة مجدية ولا مواتية في كل الظروف والمناسبات وبالتالي فهي غير فعالة .
[عدل] 3. المنهج المقارن
§ مفهوم المقارنة
المقارنة الاجتماعية هي وسيلة منهجية تتأسس على تحديد اوجه الشبه واوجه الاختلاف بين الظاهرتين ، ويبين كونت ثلاثة أشكال للمقارنة الاجتماعية كما سنوضح .
§ أشكال المنهج المقارن :
أولا : مقارنة في مستوى الماكرو وسوسيولوجي " مقارنات واسعة "
مقارنة المجتمعات الإنسانية ببعضها .
مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحدهما تطورت بسرعة وأخرى بطيئة التطور .
ملاحظة وجود مجموعة من النظم في مجتمع بينما لاتؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر أو ليست بالدرجة نفسها.
ثانيا : مقارنة في مستوى الميكرو وسوسيولوجي " مقارنات أضيق نطاقا "
مثلا كأن تقع مقارنة في مجتمع واحد بين الطبقات او الهيئات والمؤسسات او في مستوى المعيشة ، والأخلاق ، الأذواق العامة ، اختلاف اللهجات ...الخ ، درجة التحضر والتريف .
[عدل] ثالثا : مقارنات أكثر شمولا وعمومية وأوسع نطاق
مثلا مقارنة جميع المجتمعات الإنسانية في عصر ما بالمجتمعات الإنسانية نفسها في عصر آخر للوقوف على مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في كل طور من أطوارها ومعرفة درجة التطور ما بين الشعوب الإنسانية.
4. المنهج التاريخي " المنهج السامي "
§هو آخر حجر في بناء المنهج الوضعي و يقصد به كونت :
" المنهج الذي يكشف عن القوانين الأساسية التي تحكم التطور الاجتماعي للجنس البشري باعتبار أن هذا الجنس وحدة واحدة تنتقل من مرحلة الي أخرى أرقى منها " .
§ وهو المنهج الذي أقام كونت على أساسه " قانون الأدوار الثلاثة ".
§ وهو منهج يعبر عن فلسفة كونت نفسها أكثر مما يعبر عن حقائق علمية ، لان كونت نفسه يقدم وسائل منهجية لدراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية تنسف ما يدعيه لا سيما أن الظواهر تتطور او تبطئ او تؤدي وظائف مختلفة في مجتمعات مختلفة ، كما انه يقر بالتباين والاختلاف لنفس الظواهر وما بين المجتمعات .
§ فلماذا ينظر إلى الإنسانية كوحدة واحدة في التطور والتقدم ؟ وكيف يفسر كونت الآن وجود دول متقدمة وأخرى متخلفة وأخيرة بدائية إذا كان خط التقدم والتطور واحدا ؟
[عدل] المدارس الاجتماعية ما بعد الوضعية
بعد شيوع الوضعية وتأسيس علم الاجتماع ظهرت العديد من المدارس الاجتماعية التي نشطت في جمع المعلومات عن الظواهر الإنسانية والاجتماعية أو حاولت تفسيرها وتحليلها ، ومن هذه المدارس نعرض لبعض منها :
§ المدرسة الاجتماعية البايولوجية :
لا تعترف هذه المدرسة باستقلالية الظاهرة الاجتماعية بل تعتبرها مظهرا من مظاهر الحياة اليومية. كما ترى أن الظاهرة الاجتماعية في نشأتها وتطورها تسير وفق القوانين التي تسير عليها الظواهر البيولوجية .
§ المدرسة الفرنسية في علم الاجتماع :
يتزعمها إميل دوركايم واتباعه مثل مارسيل موس و ليفي بروهل و دي سوسير وبولجيه وهاليفاكس وكوهين وغيرهم . وقد التزمت هذه المدرسة بحدود الوضعية الكونتية بل أنها أرست الوضعية الصحيحة. واعترفت باستقلال علم الاجتماع و الظواهر الاجتماعية وقدمت دراسات ميدانية ممتازة . وتميزت أبحاثها بالدقة العلمية وبذلت جهدا نظريا ضخما في إقامة دعائم علم الاجتماع وتحديد مناهجه وميادينه.
§ المدرسة المادية التاريخية ( كارل ماركس )
تذهب هذه المدرسة إلى اعتبار أن كل ما يحدث في المجتمع وما ينشأ فيه من ظواهر ونظم انما يرجع إلى الطبيعة الاقتصادية . فالظروف الاقتصادية هي العامل الوحيد الذي يشكل نظم الاجتماع والسياسة والأخلاق والدين وبالتالي فالمادة الاقتصادية هي قطب الرحى في التطور السياسي والأخلاقي والاجتماعي .
§ المدرسة الجغرافية ( برون و ميشليه )
تعتبر هذه المدرسة ان ظواهر المجتمع هي وليدة البيئة وظروفها العمرانية والطبيعية . لهذا فقد فسرت كل ما يحدث في المجتمع بالرجوع إلى الظواهر الجغرافية وقامت بهذا الصدد بتطبيقات تعسفية .
§ المدرسة النفسية ( جابرييل تارد وغوستاف لوبون )
وهي المدرسة التي خسرت خصومتها التاريخية مع إميل دوركايم واتباعه . لماذا ؟ لأنها لا تعترف باستقلال علم الاجتماع بل تلحقه بعلم النفس وبالتالي فهي تفسر الظواهر الاجتماعية بمبادئ وأصول سيكولوجية . هذه المدسة تعتبر الظواهر الاجتماعية وليدة الارادة الفردية في التقليد والمحاكاة .
§ المدرسة الاثنولوجية ( تين : Tain ، ميشليه : Michelet ، ممن : Momen )
تفسر الظواهر الاجتماعية بالرجوع إلى فكرة الجنس
§ مدرسة الانثربولوجيا الاجتماعية = دراسة المجتمعات البدائية :
مدرسة واسعة تزعمها الكثير من العلماء امثال فريزر وستمارك Frezer Westrmarek و Maclenanو lang وTaylor و Rivers و B. smith و Gillen. وقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة المجتمعات البدائية وأشكالها التي ما تزال قائمة سواء في أمريكا او أستراليا او أفريقيا واسيا فتعرف روادها على النظم الاجتماعية الأولى ، واتسم الرواد بأنهم جمّاعين مهرة للمعلومات غير انهم اقل قدرة على التحليل ، هذا النقص الذي بدأته المدرسة الأنثروبولوجية تداركته مدرسة دوركايم .

[عدل] المدرسة الاجتماعية البيولوجية
هر برت سبنسر / H. spensser
( 1820 - 1903)

أولا : حياته العلمية
§ بدأ حياته مدرسا ثم مهندسا . ولكنه ترك وظيفته واشتغل بالسياسة والأدب والاجتماع واعتنق مذهب التطور " في النشوء والارتقاء " ووصل إلى حقائق دقيقة قبل أن ينشر داروين بحوثه. ولما نشر سنة 1850 كتابه " الستاتيك الاجتماعية " اخذ نجمه يسطع فكتب بعد ذلك في علم الحياة ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، والتربية ، والسياسة .
§ حاول تطبيق فكرة " النشوء العضوي والتطور " على الكائنات الحية في ميدان علم الأحياء وعلى الإنسان في ميدان علم النفس والأخلاق وعلى المجتمع في ميدان علم الاجتماع والسياسة .

ثانيا : المبادئ العامة لفلسفته
‌أ. يتحدث سبنسر عن نفسه قائلا :
[ " أن جرثومة فلسفتي ظهرت عندما توصلت إلى حقيقة بيولوجية أساسها :
إن الأنواع الدنيا من الحيوان تتألف أجسامها من أجزاء متماثلة لا يتوقف بعضها على بعض واما الانواع العليا من الحيوان فتتألف أجسامها من أعضاء متباينة تعتمد في أعمالها ووظائفها على بعضها البعض . وهذه نتيجة استقرائية وصلت إليها من بحوثي وتجاربي في ميدان الدراسات البيولوجية . وهذه الحقيقة تصدق كذلك على جماعات الأفراد .فكأن المجتمع شأنه شأن أي كائن حي يبدأ متجانسا ثم يميل إلى التفرد والانتقال من المتجانس إلى اللا متجانس " ].
تشتمل مقولة سبنسر عن نفسه المبادئ العامة لفلسفته ، وهذه المبادئ تقوم على التكامل / التجانس والتباين / اللاتجانس والعلاقة بينهما . كيف ؟
انطلاقا من مبدأ " النشوء والارتقاء " يمكن القول :
أن الارتقاء في جميع مسالك الطبيعة من نبات وحيوان واجتماع إنساني وما يتصل بهذا الاجتماع من شؤون تتعلق بالأخلاق ، السياسة ، الفنون والعادات إنما يقوم على أساس واحد هو " الانتقال من التماثل والتشابه إلى التباين وعدم التجانس " . كيف؟
[عدل] حقائق بيولوجية
نماذج الأنواع
أ. نماذج التماثل والتشابه او التجانس :
إن الانواع الدنيا من النبات يكون التشابه فيها أكثر وضوحا من الاختلاف في حين أن الانواع العليا من النبات يكون الاختلاف فيها بارزا . كما أن الانواع الدنيا في الحيوان تكون هي الأخرى متماثلة كالأميبيا والإسفنج .
ب. نماذج الاختلاف والتباين او اللاتجانس :
في النباتات الراقية يمكن ملاحظة الاختلاف في ميدان التذكير والتأنيث . وفي الحيوان يعتبر الإنسان هو الأرقى ولاشك أن الاختلاف اشد وضوحا .
مميزات الأنواع
في الأنواع الدنيا من النبات والحيوان فان الجزء يؤدي حصرا وظيفة الكل فإذا قطعنا جزء من جسم الإسفنج فالحياة مستمرة لان باستطاعة الجزء أن يعيش ويقاوم حتى يصل إلى حالة التماثل الأولى وكذلك الأمر في بعض النباتات . هذا يعني أن التطور لن يصل في احسن الأحوال إلا إلى حالة التجانس أما اللاتجانس فلا . هذا يعني أيضا أن الجزء مستقل عن الكل حيث قوى النمو والتوالد كامنة فيه .
أما في الانواع العليا من النبات والحيوان فان الجزء لا يؤدي وظيفة الكل كما أن الجزء مستقل عن الكل نسبيا غير أن التباين والاستقلالية لا تعني الانفصال بل التكامل كما أن العضو مثلا في الإنسان لا تكمن فيه قوى النمو والتوالد لذا فهو يؤدي وظيفة معينة إلى جانب وظائف الأعضاء الأخرى بحيث أن عملية التكامل الوظيفي تؤدي إلى وحدة القصد والهدف .
القانون العام :
من هذه الحقائق البيولوجية يستخلص سبنسر القانون التالي :
" أن في الحياة ميلا إلى التفرد والتخصص والانتقال من المتجانس إلى اللامتجانس ومن المتشابه إلى المتباين . فالجماد او الجسم غير الحي كذرات التراب ، النار والهواء يكون متماثلا وغير متخصص في حين أن الجسم الحي يتمتع بذاتية وينفرد بشخصيته ويؤدي وظيفة خاصة ومحدودة يتعين عليه أن يؤديها وكلما زاد الكائن الحي ارتقاءا زاد تفرده وتخصصه ظهورا " .
وهكذا يقرر سبنسر أن التخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات.
دعائم القانون :
حسب تحليل سبنسر فالقانون يقوم على دعامتين :
أولا : كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد تخصصا وتفردا .
ثانيا :كلما ازدادت الأعضاء تفردا واختصاصا ازدادت استقلالا

من الحقائق البيولوجية إلى الحقائق الاجتماعية
"من ميدان البيولوجيا إلى ميدان الحياة الاجتماعية "
نشط سبنسر في تطبيق ما توصل إليه في الميدان البيولوجي على الميدان الاجتماعي :
1. الأفراد وحياة الفطرة
اتسمت حياة الجماعات البشرية الأولى بالتشابه والتماثل في انتسابهم إلى مجتمع تتشابه فيه طرق المعيشة والحاجات والغايات ووسائل العيش والاقتصاد والنمو والدفاع والأمن والزواج والدين والمعتقدات والأساطير...الخ
وفي مرحلة ما حدث تطور في الحياة الاجتماعية والانتقال من سذاجة الفطرة إلى مرحلة أكثر ارتقاء لوحظ فيه ظهور الفوارق بين الأفراد وتقاسم وظيفي لشؤون الأسرة والعمل وما إلى ذلك من شؤون الحياة الاجتماعية .
وفي مرحلة أكثر تطورا ورقيا لوحظ ازدياد في التخصص والاستقلالية الفردية .
2. انقسام المجتمعات :
§ كلما ازداد التخصص والتفرد كلما انقسمت المجتمعات إلى طبقات أكثر .
§ شيوع ظاهرة التخصص والتفرد في أدق مظاهرها .

تعقيب / تساؤل : هل التخصص والتفرد يشكلان مصدر قوة أم ضعف للمجتمع ؟ تماسك أم تفكك ؟
إن الإسراف في التخصص لا يعني استقلال كل كائن عن الآخر او كل طائفة اجتماعية عن بقية الطوائف الأخرى في المجتمع وعلى العكس من ذلك فالتخصص ينطوي على التضامن والتعاون ويتجه نحو التآلف ؛ فالعدالة تستوجب ضمانات لتحقيقها كالقضاة والمحامون ووكلاء الدفاع والكتاب والمحضرون بحيث ينصرف كل إلى عمله ليتحقق القصد والهدف العام كما أن التآلف ينسحب على الدور التكاملي الذي يؤديه كل من التاجر والصانع والطبيب والمدرس وعامل النظافة والمزارع والجندي والشرطي بحيث ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تنزع نحو وحدة القصد والهدف رغم التفرد والاختصاص .
[عدل] ملخص نظرية سبنسر
تتلخص النظرية التطورية عند سبنسر في :
§ الانتقال من التشابه إلى التباين او من التعميم إلى التخصص او من الاستقلال الانعزالي ( فوضى الشيوع ) إلى النظام والتدرج .
§ هذه المعاني لا تتغير ، فهو شرحها في كتابه " المبادئ الأولى " وفي كتبه الأخرى " مبادئ علم النفس وعلم الحياة وعلم الاجتماع ".

[عدل] ثالثا : نظريته في طبيعة المجتمع
‌أ. المحددات النظرية :
إن نظرية سبنسر في المجتمع تنبع أصلا من فلسفته في التطور الاجتماعي هذه الفلسفة ستؤدي حتما إلى مماثلة بين المجتمع والكائن الحي ولكن بشرط . أي أن المجتمع فقط يشبه الكائن الحي ولكنه يتطابق معه . كيف ؟ عبر ثلاث ماهيات .
1. ماهية المجتمع :
حسب داروين و هيغل بصفة خاصة يتفق سبنسر على اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون وبالتالي فهو يرفض الفكرة التي تعتبره شيئا خارجا عن هذا النظام .
2. ماهية علم الاجتماع :
إن اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون يستوجب ، حسب سبنسر ، النظر إليه كفرع من منظومة التفسير الطبيعي التي تطبق على سائر مظاهر الكون وليس على المجتمع فقط . وعلى هذا الأساس فإن علم الاجتماع هو محاولة لمعرفة نشأة المجتمع وتركيبه وعناصره وهيئاته ومراحل نموه وتطوره وما إلى ذلك من المظاهر التي تخلفها العوامل الطبيعية والنفسية والحيوية بوصفها عوامل تعمل متضافرة في عملية تطورية موحدة .
3. ماهية التطور الاجتماعي :
هكذا فان التطور الاجتماعي ليس إلا عملية تطورية عضوية ليس بالمعنى البيولوجي النصوصي بل بالمعنى الاصطلاحي الذي يخلص سبنسر إلى تسميته بالتطور فوق العضوي .
‌ب. التطور فوق العضوي : ما هو ؟ = التطور العضوي ؟
إن التحدث عن تطور عضوي ( بمعنى بيولوجي ) وتطور فوق عضوي ( بمعنى اصطلاحي ) يعني أن سبنسر بصدد الحديث عن مقارنة الكائن الحي من جهة والمجتمع من جهة أخرى . وبما أن المنهج المقارن يستوجب ضبط التشابهات ( التماثلاث ) والاختلافات ( التمايزات ) فمن الواضح أن سبنسر عندما يتحدث عن عناصر تشابه بين المجتمع والكائن الحي إنما يتحدث أيضا عن فروقات لذا نراه دقيقا في اختياره للمصطلحات والمفاهيم بالقدر الذي يسمح له ببناء نظرية تجد لها موقعا ملائما بين النظريات الاجتماعية التي أعقبت ظهور علم الاجتماع على يد اوجست كونت .
السؤال : ماهي طبيعة الفرو قات بين التطور العضوي والتطور فوق العضوي ؟
جواب :
لدى مقارنته للمصطلحين في نطاق المجتمعات الحيوانية يرى سبنسر أن التطور فوق العضوي وإن كان موجودا في مجتمعات النمل والنحل مثلا بوصفها مجتمعات راقية إلا انه يبقى اقل وضوحا . إذن المسألة تتعلق بمدى تعقد المجتمعات المدروسة ، أي بمدى تخصصها ، وفي هذا السياق يعقد سبنسر مقارنة بين المجتمعات الحيوانية والمجتمعات البشرية ، فماذا يلاحظ؟
يلاحظ أن المجتمعات الحيوانية ليست معقدة كالتعقيد الذي يمكن ملاحظته في المجتمعات البشرية . لماذا ؟ وأين يكمن التعقيد؟ مبدئيا فإن الاجتماع الحيواني يشتمل على ضرب من السلوك والأثر ما هو أشد تعقيدا مما لدى الاجتماع الإنساني ، غير أن الاجتماع الإنساني ينطوي على تفاعل في مستوى العلاقات الإنسانية وتشابك المصالح والرغبات بين الأفراد مما ينجم عنه ضروبا من السلوك والآثار أشد تعقيدا وأشد تنوُّعا إلى الحد الذي يجعله أرقى صورة للتطور العضوي.
‌ج. محتوى المماثلة البيولوجية
المجتمع كائن حي ؟
في ضوء ما سبق ، وحسب سبنسر ، فإن :
§ المجتمع عبارة عن كائن عضوي أو مركب عضوي يشبه الجسم الحي .
§ عناصر المجتمع وهيئآته تشبه نظائرها في الكائن الحي . كيف؟
1. من حيث التشابهات :
فالمجتمع كالفرد مزود بجهاز للتغذية يتمثل في هيئاته وطبقاته المنتجة ، ومزود بدورة دموية تتمثل في نظم التوزيع وطرق المواصلات ، ومزود بجهاز هضمي وإخراجي يتمثل في نظام الاستهلاك ، ومزود بجهاز عصبي يتمثل في الحهاز التنظيمي والادارة والحكومية التي تتولى قيادة المجتمع والاشراف على مصالحه.
2. من حيث الفروقات :
v ان عناصر الكائن الحي تكون كلا متماسكا ومتحددا بصفة مباشرة .هذه الكلية تتمظهر في اتحاد مادي محسوس لجميع العناصر .
V ولكن في المجتمع فان العناصر / العوامل إنما تؤدي إلى الوحدة / الكلية لانها عناصر خارجية وليست عضوية كما هو التركيب العضوي للفرد . وهذه العوامل تتجلى باللغة والعواطف والانفعالات والافكار والمعتقدات والتقاليد والعرف ...الخ
v ان الجهاز العصبي ـ مثلا ـ في عقل الكائن يشغل جزء صغيرا من التركيب البيولوجي \العضوي للفرد ، بينما في المجتمع نجده ممثلا بالجهاز التنظيمي والادارة والقيادة . أي أنه موزع بين الافراد ولكل انسان الحق في المساهمه فيه في اطار توجيه المجتمع .
v المجتمع يشبه الفرد من حيث النشأة والتكوين ، حيث ينشأ بصورة بسيطة ضيقة النطاق ثم يأخذ حجمه بالنمو وعدد افراده بالتكاثر . اذن المجتمع يشبه الكائن الحي في حالة النشأة أي في الحالة التي يتبعها تميز في الهيئات والاعضاء والتركيب المعقد [ انتقال من التجانس اللامحدود الي التباين المحدود ] ولكن نمو المجتمع لا يكون عن طريق التزايد البسيط الضيق بل من خلال اندماج هيئاته واتحاد بعض المجتمعات الصغيرة وتفاعل اتجاهاتها والتيارات التي تسودها ، هنا تبدأ حالة التعقيد في بنية المجتمع وتركيبه .
[عدل] المجتمع بين الاستقرار والانحلال
يقضي قانون النشوء والارتقاء بخضوع الكائنات الحية لوجهي القانون . فاذا كان الكائن الحي ينشأ وينمو فهو ايضا ينحل . وهكذا المجتمع حين يشبهه سبنسر بالكائن الحي فهو حتما خاضع للوجه الاخر للقانون وهو الضعف والانحلال .
1. استقرار المجتمع :
ان نشوء المجتمع مرحلة تتواصل مع مرحلة النمو ، وما بين اكتمال نمو المجتمع وتعقيده من جهة وانحلاله من جهة اخرى ثمة مرحلة استقرار يبلغ فيها المجتمع من القوة ما يزيد من اندماج عناصره وهيئآته وتماسكها . في هذه المرحلة يكون المجتمع في أوج استقراره . فما الذي يحدث عند استقرار المجتمع ؟
ما ان تستمر الحياة لاجتماعية إلى حد ما حتى تاخذ الظواهر والنظم الاجتماعية في الارتقاء والتطور ، وهذه العملية تعني الانتقال من حالة التجانس إلى حالة التباين والتخصص . وخلال انتقالها من حالة إلى حالة فإن الظواهر والنظم الاجتماعية ستتاثر بنوعين من العوامل :
§ العوامل الداخلية :
تتعلق هذه العوامل بالناحية الفردية . أي كل الخواص الفردية ذات الصلة بالتكوين الطبيعي والتكوين العاطفي العقلي للافراد الذين يكوِّنون المجتمع . فالظواهر التي تقوم في المجتمع تنشأ في واقع الامر متاثرة بالخواص الفردية هذه . بمعنى ان الافراد يشكلون ظواهر المجتمع وفق الخواص المشار اليها.
§ العوامل الخارجية :
هي كل العوامل التي تقع خارج نطاق الخواص الفردية ولكنها تؤثر على الافراد تأثيرا مباشرا وعلى الظواهر الاجتماعية بوصفها نتاج لأوجه نشاط الافراد .هذه العوامل هي البيئة : كالبيئة الجغرافية والطبيعية وظروف المجتمع المناخية وموقعه وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية .
2. انحلال المجتمع :
ان ارتقاء وتطور المجتمع عملية تنسحب على شتى مناحي الحياة الاجتماعية من نمو في الوحدة السياسية ( الاسرة ، قبيلة ، مدينة ، دولة ، هيئة ، أمم...الخ ) والوحدة الاقتصادية (صناعة منزلية ، مهن ، ثورة صناعية آلية ثم ثورة صناعية كهربائية ، وكذلك نظم الشركات المساهمة والاحتكار والاستعمار...الخ ) ونمو في الوحدة السكانية (عائلة ثم قرية ثم مدينة ...الخ )...الخ
ان التطور كان وما يزال مصحوبا بظاهرة ملازمة هي ظاهرة " تنافر القوى وتنوع الوظائف وتفرع الاختصاصات " . فالعامل الاجتماعي ازداد تنوعا فيما ازدادت المهن والصناعات تخصصا وخضعت مظاهر الانتاج الاخرى لهذه المبادئ . لا بل نجد تنوعا بين خصائص الريف والمدن وبين دولة وأخرى او بين وحدة اقليمية واخرى ، وفي كل ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية نجد تطبيقات صحيحة لهذه المبادئ في السياسة والدين والاخلاق والعلم والفن والاقتصاد.
وفي المقابل نجد انحلال يعقب التطور . إذ ثمة مجتمعات تضعف بعد قوة ومدنا تتقوض وتنحل وتفقد مكانتها ، ودولا يحل بها الظلم والهوان والفقر والتخلف بعد مجد وسلطان وأخرى تقوم من جديد وتأخذ بأسباب النشوء والارتقاء في عملية خلق متجددة في الحياة الانسانية .
تعقيــب
ولكننا نلاحظ دولا وشعوبا وقبائل تأبى الانعتاق من تخلفها وبدائيتها مقابل دول وشعوبا تصر على ديمومة الارتقاء وعدم الانتكاس .
[عدل] رابعا : نظريات سبنسر في شؤون المجتمع
كثيرة هي النظريات التي يعرض لها سبنسر في فلسفته الاجتماعية ، منها ما يتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية وبعضها يتعلق بالشؤون الاخلاقية والدينية .
نظريته في تصنيف المجتمعات
يقسم سبنسر المجتمعات باعتبارين :
1. من ناحية التكوين المورفولوجي : مجتمعات بسيطة أومركبة
في هذا النوع تكون الوحدات الاجتماعية أو التجمعات البشرية متجانسة بما يشبه الفوضى البدائية شأنها في ذلك شأن الانواع الدنيا من الحيوان ثم تاخذ في النمو كما ينمو جسم الانسان فترتقي وتتجه بالتدريج نحو التعقيد في التركيب والتنوع في الوظائف والظواهر والنظم ومن ثم الاستقرار . ومن الضروري أن يحدث اتحاد بين هذه التجمعات إما عن إرادة وقصد وإما عن طريق القهر والتغلب لكي يحصل الانتقال من حالة التجمعات البسيطة الساذجة إلى حالة التعقيد والتركيب .
2. من ناحية الوظيفة : مجتمعات حربية أو صناعية
يرى سبنسر أن بعض المجتمعات من يعيش سكانها رغبة في القتال كالتي سادت نظم الحياة الاقطاعية في أوروبا سابقا وهو حال المجتمعات الحربية . وهناك من المجتمعات من يقتصر عيشها على مكافحة المتاعب في الحياة والصراع في معركتها . مثل هذه المجتمعات ليس لها غاية الا العمل للتغلب على مصاعب الحياة وهو حال المجتمعات الصناعية .


[عدل] النظرية الوظيفيــــــة
اولا : جذور النظرية

لما نتعرض للوظيفية بالدرس والتحليل والفهم علينا اولا ان نأخذ بعين الاعتبار ان للنظرية الوظيفية :
1. جذورا ابستيمية ومعرفية تسبق تحول الوظيفية إلى نظرية ، ولما نبحث عن الجذور فاننا في الواقع نقوم بمقاربة للوظيفية كمفهوم قبل ان نقف عليها كنظرية هذه الجذور المعرفية نجدها لدى علماء الاجتماع الاوائل امثال سان سيمون و اوجست كونت و اميل دور كايم و مارسيل موس وحتى كارل ماركس و ماكس فيبر. وهي في وضعها هذا لا تعدو ان تكون مجرد مقاربة ولكنها قابلة للارتقاء إلى مستوى النظرية .
2. ان النظرية الوظيفية هي نظرية جزئية وليست نظرية كلية في علم الاجتماع وهذا هو حالها فيما لو قارناها بالنظرية الماركسية التي تقدم نظرة شاملة للمجتمع .
3. بدء من العقود الاولى للقرن العشرين اخذت الوظيفية بالهيمنه على ساحة علم الاجتماع خاصة بعد ان نشطت المدرسة الانجلو سكسونية التي ضمت كلا من روبرت ميرتون و راد كليف براون و تالكوت بارسونز و مالينوفسكي في انجاز ابحاث استندت إلى النظرية الوظيفية او ما عرف بالبنائية الوظيفية .
هكذا علينا أن نقر انه من العبث فهم هذه المقاربة الجديدة قبل ان نرجعها إلى جذورها المعرفية الاولى ، أي إلى المقاربة الوضعية التي انبثقت منها . كيف؟
لقد اوجد اوجست كونت قطيعة بين ما يسميه هو بقرون الميتافيزيقيا والقرن التاسع عشر او ما يسميه بالقرن الوضعي العلمي . هذه القطيعة ترتب عليها بروز تصورات جديدة تتعلق بالنظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام المعرفي . كما ان كونت بشر بوراثة العلماء والفلاسفة والصناعيين لرجال العهد الميتافيزيقي البائد ، أي انه بشر بنظام اجتماعي وسياسي سيرتكز على العلم والفلسفة والصناعة . وهكذا ، فكلما تغيرت المعرفة بالاتجاه العلمي والوضعي كلما امكن التوصل إلى اقامة نظام سيلسي وضعي .
السؤال : ما هي قيمة التصور الوضعي للاجتماع والسياسة والمعرفة ؟
قيمة التصور الوضعي تنعكس على علاقة المعرفة بواقعها .أي ان المعرفة لم تعد نظرية مجردة بالقدر الذي ستصبح فيه تطبيقية . في هذا الاطار من التصور الوضعي سيكون دور المقاربة الوظيفية هو التعامل الواقعي مع الظواهر الاجتماعية . فهل حصل مثل هذا التعامل ؟
في واقع الامر نعم . فقد بدأ هذا التعامل الواقعي مع الظواهر مع سان سيمون لما اعترف – مثلا - بمفهوم المواطنة وأعلى من شأنه على حساب مفهوم الكونت ، ثم لما اعتبر الدين ظاهرة اجتماعية وجردها من كل مقدس . ولكن مع اوجست كونت كان التعامل الواقعي مع الظواهر ابلغ اثرا حيث جعل من ظاهرة الدولة ظاهرة نمطية فقسمها إلى ثلاثة اقسام / انماط تعبر عن ثلاث مراحل هي :
§ الدولة الثيولوجية تعبير عن المرحلة اللاهوتية .
§ الدولة الميتافيزيقية تعبير عن المرحلة الفلسفية \الميتافيزيقية – الطبيعية.
§ الدولة العلمية تعبير عن المرحلة الاخيرة / الصناعية او الفكر الوضعي العلمي .
بعد هذه التجربة المعرفية في تنميط مراحل التطور البشري الفكري توصل كونت إلى تجاوز الفلسفة النظرية المجردة التي اخفقت لانها عجزت عن تحليل واقع الانسان وشرع كونت في بناء شجرة المعرفة متوجا اياها بعلم الاجتماع الذي كان عليه ان يلعب دورا اساسيا في تحليل وافع الانسان . وهكذا ستكون المقاربة الوظيفية ترجمة لكل التصورات التي حصلت داخل المقاربة الوضعية .

ثانيا : المرجعية العلمية للمقاربة الوظيفية
حين نبحث عن المحددات العلمية المرجعية للوظيفية سيكون امامنا اثنتيين من المرجعيات هما :
§ الاولى : هي العلوم الطبيعية
§ الثانية : هي العلوم البيولوجية
ستأخذ الوظيفية هاتين المرجعيتين بعض العناصر الاساسية :
العنصر الاول : هو القوانين
فالطبيعة تقوم على عدد من القوانين التي تتحكم بظواهرها فاذا ما حدثت تطورات جيولوجية معينة فمن الطبيعي ان يصاحبها او يتولد عنها عددا من الظواهر الطبيعية . وثمة قوانين طبيعية تندثر بفعل عوامل طبيعية اخرى لذا نجد اوجست كونت يعرف الظواهر الاجتماعية تماما مثل تعريفه للظواهر الطبيعية ومثال ذلك تعريفه للدين كظاهرة اجتماعية تولد وتنمو وتكبر ثم تشيخ . أي تبدأ مرحلة التآكل والاندثار .
العنصر الثاني هو : الوظيفة الكامنة في التحليلات البيولوجية للمجتمع
اذ نلاحظ ان مفهوم الوظيفة هو مفهوم قديم في علم الاجتماع ، فقد بدأ التفكير فبه مع هربرت سبنسر ثم تواصل مع اوجست كونت وتطور مع اميل دوركايم و مارسيل موس وايضا مع سان سيمون . كل هؤلاء هم ممثلي المدرسة الوظيفية الفرنسية.
لا شك أن هاتين المرجعيتين ( الطبيعية والبايولوجية ) أرستا مبدأين أساسيين انطلقت منهما المقاربة الوظيفية هما :
الاول : ان المجتمع مثل الجسم البشري كلية متكاملة .
الثاني : ان كل عضو من اعضاء هذا الجسم لا يمكن فهمه الا في اطار كلية .
السؤال : ما هي النتيجة التي يمكن ان نستلخصها بداية من هذين المبدأين ؟
الجواب : إن العضو جزء من كل ، والعلاقة الرابطة بينهما هي حصرا علاقة تكاملية .
والنتيجة القابلة للاستخلاص تبين أنه ثمة تكامل بين الوظيفة و الكلية.

[عدل] ثالثا : المجتمع من منظور وظيفي
في إطار هذا التكامل نستطيع القول أن المجتمع يتحدد من خلال وظيفته أو وظائفه. بمعنى أن الوظيفة تتحدد داخل المجتمع ، لذا نجد أنثروبولوجي بحجم راد كليف براون يشير في كتابه " الوظيفة العامة " إلى هذه الاخيرة بأنها تلك التي تشمل بقية الوظائف الاخرى و لكن هذه بلا ريب نظرة حتمية . وفي هذا السياق ينبغي الاشارة إلى أن مفهوم الوظيفة حين انبثق في القرن 19 اتخذ طابع الحتمية متأثراً بأطروحات المدرسة الاجتماعية البيولوجية التي ترى أنه طالما أن كل جسم بشري يتمتع بعدد من الوظائف الثابتة والحتمية الثابتة فالمجتمع أيضاً يتمتع بعدد من الوظائف الثابتة.
مثل هذا الطرح نجده لدى هربرت سبنسر وخاصة لدى أوجست كونت ، وفيما بعد سنجد هذا المنطق الحتمي الذي يرى أن مبدأ الوظيفة العامة يتحكم في بقية الوظائف الاخرى شائعا عند رواد المدرسة الانجلو سكسونية في علم الاجتماع امثال مالينوفسكي و راد كليف براون و تالكوت بارسونز .
هكذا كان لابد من العودة إلى دوركايم لإخراج المفهوم من إطار الحتمية إلى إطار النسبية ، فالحتمية والاطلاقية ليست ولا يمكن أن تكون من سمات الوضعية التي تنظر إلى الظواهر نظرة نسبية . لهذا يشار إلى المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع بجهود دوركيم التي نحت بالوضعية التقليدية نحو ما عرف بـ الوظعية الصحيحة.

[عدل] رابعاً : مفهوم الوظيفة لدى دوركايم
يميل دوركايم إلى جعل مفهوم الوظيفة مفهوما نسبيا خاليا من الحتمية . فاذا لم يكن من الضروري اعتبار كل وظيفة تعبير عن حاجة الجسم فليس من الضروري ايضا أن تكون لكل حاجة وظيفة في الجسم . فما هي أسباب هذه النسبية الوظيفية لدى دوركايم ؟
ثمة ثلاثة اسباب تفسر النسبي عند دوركايم :
1. يريد دوركايم ان يحتكر تأسيس العلم الجديد . لذا لن يكون بإمكانه تبني نفس التعريفات التي نجدها عند كلا من كونت و سيمون و سبنسر . ولايجب ان ننسى ايضا أن دوركايم يعتبر الكونتية ( أ. كونت ) ضربا من ضروب الفلسفة المجردة في حين انه يدعي لنفسه تأسيس العلم الجديد .
2. رغب دوركايم ان يتميز في اطروحاته عن كونت مبينا ان علم الاجتماع لا يقوم على مبدأ الحتمية ولايستند اليها .
3. اراد دوركايم ان يتخلص من هذه المرجعيات غير الاجتماعية وان تكون للظاهرة الاجتماعية مرجعيتها المحضة وليست المرجعية البيولوجية او الطبيعية.
في المقابــــل :
4. بدا المجتمع عند كونت و سبنسر على انه كلية اجتماعية ، وعليه فان الحياة الاجتماعية والحياة العضوية ستكونان خاضعتين لنفس القانون ، قانون التطور .
مثال :
فالمؤسسات مثلا تملك نفس الاهداف والوظائف التي تمثل اعضاء الانسان وهو ما يرفضه دوركايم كون سبنسر يختزل النشاط الانساني في الوظيفة التي تقوم بها كل ظاهرة اجتماعية والتي يتم ارجاعها إلى حاجيات الجسم الانساني .
أية استنتاجات ؟
ان الاستنتاجات الرئيسية التي يمكن الخروج بها :
§ أن الوظيفية كانت قبل دوركايم تعرف على انها حالة من التطابق ما بين الجسم وحاجاته ، فكلما عبر الجسم عن حاجة ما الا واستشعر الحاجة إلى وظيفة ما.
§ ان المقاربة الوظيفية انطلقت من هذا التطابق الكلي مابين الوظيفة والحاجة . لماذا ؟ لان علوم البيولوجيا كانت تشكل نوعا من مرجعيات علم الاجتماع لدى دوركايم و كونت و سيمون ... الخ.
§ اراد دوركايم ان يقصي العلوم البيولوجية والطبيعية من أي تاثير في علم الاجتماع ، وحرص على استقلاله والحد من تدخل علوم البيولوجيا فيه ، لذا ستتخذ الوظيفية عند دوركايم منحىً آخر غير التطابق وهو المنحى المعرفي .
§ يعتبر دوركايم ان الممارسة السوسيولوجية لا ينبغي ان تعتمد على الحتمية لذا يؤكد على نسبية الوظيفة " فليس الشعور بالحاجة يستوجب الوظيفة " .
§ من جهة اخرى هناك اعتبارين لدى دوركايم يقفان خلف تنسيبه للظاهرة الاجتماعية :
الاعتبار الاول : هو صعوبة اعتماد التحليل الحتمي في علم الاجتماع . فالظاهرة الاجتماعية نسبية بحكم ظروف نسبية انتاجها وظروف التحكم فيها .
الاعتبار الثاني : هو ان الظواهر المعتلة والشاذة هي ايضا لها وظائف ولايمكن القول بانها ظواهر غير طبيعية . وهذا يعني ان علم الاجتماع لا يبحث في علة الظواهر بقدر ما يبحث عن الوظيفة التي يمكن ان تؤديها ( في العلاقات والادوار ) .
[عدل] خامسا : قضايا الوظيفية وتصوراتها
للوظيفية قضايا كبرى تشكل منطلقات لها في أي تحليل سوسيولوجي .اذ يمكن الحديث عن بعض المفاهيم التي ينبغي التعرف عليها بالنسبة للوظيفية كرؤية سوسيولوجية . فما هي ابرز هذه القضايا او المفاهيم ؟
اولا : تصورها للمجتمع
والسؤال هو: كيف تنظر الوظيفية إلى المجتمع ؟ وكيف تتصوره ؟
المجتمع عند الوظيفية هو:
§ نسق من الافعال والبنى المحددة والمنظمة . هذا النسق المجتمعي يتألف من متغيرات مترابطة بنائيا ( بنى ) ومتساندة وظيفيا ( وظائف ) .
§ وذو طبيعة متسامية ومتعالية تتجاوز وتعلو كل مكوناته بما فيها ارادة الانسان .
§ هذا التجاوز او التعالي الذي تتحدد شروطه من خلال الضبط والتنظيم الاجتماعيين اللذين يُلزمان الاشحاص بالانصياع لهذه الطبيعة المتسامية والالتزام بها . اذ ان أي انحراف عنها يهدد اسس بناء المجتمع التي تعد المحافظة عليه وصيانته وتدعيم استمراريته غاية بحد ذاتها .
شروحـات:
ان عبارة التصور الاجتماعي ذو الطبيعة المتعالية هي عبارة ذات جذور دوركايمية توازي مقولة دوركايم الممثلة بـ ( الضمير الجمعي ) ؛ فللمجتمع ضمير يسمو ويتعالى على ضمائر الافراد مجتمعين او منفردين .
وحسب الوظيفية فالمجتمع مجموعة لا متناهية من البنى وكل منها يقوم بوظيفة فاذا تساءلنا مثلا : لماذا بنية المجتمع الاسرية صغيرة ؟ نجيب بأن المجتمع يحتاج إلى مثل هذا النوع من الاسر كونها تلبي حاجات ووظائف اجتماعية . ان الضبط الاجتماعي هو أية وسيلة يستعملها المجتمع للتحكم بسلوك الافراد سواء عن طريق اللغة ، الاعراف ، التقاليد …الخ فهذه العملية تمثل رقيب اجتماعي . فالافراد الذين يتكلمون لغة معينة او يختصون بعادات وتقاليد واعراف وتصورات معينة يصبحوا تلقائيا مقبولين في المجتمع ومعبرين عنه وعن احتياجاته ووظائفه وضميره الجمعي .
ان التنظيم الاجتماعي هو نتيجة للضبط الاجتماعي . وهاتان الآليتان ( التنظيم و الضبط ) هما المسؤولتان عن الزام الافراد والجماعات بالانصياع لهما والالتزام بهما . واي انحراف عنهما سيهدد الاسس الاجتماعية . ولا شك أن الوظيفية تمتاز بحساسية كبيرة تجاه عوامل التغير في المجتمع . فالتغير الاجتماعي ليس غاية انما هو تهديد في حين ان الوظيفية تستهدف المحافظة على المجتمع وتحقيق الاندماج الاجتماعي .
[عدل] ثانيا : مسالة التوازن الاجتماعي
توصف الوظيفية في بعض الاحيان بانها :
§ اتجاهات للتوازن . أي انها ترى التوازن واقعا وهدفا يسعى المجتمع إلى أداء وظائفه وبقائه واستمراره .
§ اذا كانت الوظيفية عبارة عن اتجاهات للتوازن فان هذا التوازن يتحقق بعمليات التناسق بين مكونات البناء الاجتماعي والتكامل بين وظائفه الاساسية .
§ هذا التوازن يعمل على تحقيقه شريط مفاهيمي تشترك فيه القيم والمعايير الثقافية والافكار التي يرسمها المجتمع لافرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنهج الوضعي2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المنهج الوضعي 3
» المنهج النسقي في علم الإجتماع
» المنهج النسقي في علم الإجتماع "الإخراج الأخير"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم القانونية :: محاضرات :: محاضرات-
انتقل الى: