لا يمكن تحديد نظام الحكم في المغرب من خلال القواعد الدستورية المكتوبة في الوثيقة الدستورية فقط، بل هو أيضا مبني على قواعد أخرى غير مكتوبة مرتبطة بتاريخه التقليدي و الديني خصوصا.
وإذا كانت للملكية مكانة متميزة داخل هذا النظام باعتبارها متجدرة في التاريخ ومن أقدم الملكيات في العالم. فإن من أهم المقومات التي ترتكز عليها هذه المؤسسة تاريخياو سياسيا هي البيعة
وقد عرفت مسألة البيعة اهتماما متزايدا في المغرب بحيث تناولتها العديد من الدراسات بغية معرفة الغرض منها والأهمية التي تحضى بها داخل النظام السياسي المغربي وهكذا اعتبرها البعض عقدا سياسيا بين السلطان والشعب ..... ، واعتبرها البعض الآخر عقد ولاء ورباط مقدس كالباحث الأنتربولوجي عبد الله الحمودي.
ورغم كل هذه الاختلافات تبقى البيعة كقاعدة أساسية ووحيدة للتذكير بالرباط الذي يعقد بين الملك والشعب، وينفرد المغرب من بين الدول الاسلامية بتبني البيعة كنهج أساسي لمشروعية حكم ملوكه، فقد ظلت قناة ثابثة لهم منذ ادريس 1 إلى الملك محمد السادس بحيث داوم المغرب على نظام البيعة وجعلها قاعدة الاستمرار لنظام الحكم، بل واعتبرها أداة مقدسة لإضفاء المشروعية عليه.وتتضح أهميتها مع انتقال الحكم لمحمد السادس حيث أصبح الحديث عن البيعة التي تمت بطريقة منضبطة ومضبوطة أعادت إنتاج طقوس عتيقة تأخد بعين الاعتبار موازين القوى الطارئة ويتجلى ذلك من خلال تجاوز الملك محمد السادس بعض الثغرات التي عرفتها بيعة أبيه.