سيدي القانون، إسمح لي وبدون بسملة أن ألج لصلب الموضوع، فقد أضناني التملق لك وأتعبني الركض وراء سرابك المزمع
سيدي،عشقت قوتك،وحسبتها شاملة توقف كل معتد وتضرب على أيادي الضالمين،لكن تبخر عشقي لك بعدما أدركت أن حرمتك أنت أيضا تنتهك ..
فأنت سيدي..كلا..لم تعد سيدي...فقد خبرت أن فصولك وبنودك مثل خيوط العنكبوت،تمسك صغار الذباب،لكن الدبابير ليس لك عليها سلطان..
أدركت لما ذاك الثمتال معصبة عيناه،الحامل لليميزان، ترى من أغمض عينيه؟ بلا شك هي تلك الدبابير التي إنتهكت حرمتك،وأوهمتني أنك مغمض العينين لكي تعامل من على الكفتين دون تملق أو إمتياز...أدركت أن خيوطك ينسجها من عصب عينيك، لذاك لم تعد كفؤا بأن ألقبك سيدي..بل صرت سيد نفسي منذ أشعلت النيران في جسدي وكسرت الخوف حتي من المعتقد الغيبي..وتنازلت حتى عن الإيمان..ذاك الإيمان الذي سيسته أنت لي....
أحرقت جسدي،وقبلها وهمي بك أحرق روحي،لكني بعد مماتي أدركت كنهي ،زلزلت عروشاّ،وقلعت رؤوسا،أدركت بعدها أنها هي من عصبت عينيك، وأدركت أنها تخاف مماتي أكثر من حياتي ..لأني أنا الإنسان....
تمتالك مثل العزة، وربما مناف أو قد تكون هبل، لكنك ستضل صنماّ ألهك من صنعوك ،غير أني في عمقي كسرتك ،وكفرت بقوانينك ،مادام لا روح فيها ولا بصيص أمل...
قد تتور،أو تسحق عظمي،أو تلف شرنقتك جسدي،لكن روحي خالدة خلود الشمس وحتى بعدها ، وستظل فوقك حرة ورغماّ عنك
أما أنت فستظل رهينا برغبات من صنعوك،فلو كنت عادلا حقا، لما تغيرت بنودك مع كل طلعت شمس،ولما نسجت لك خيوط مع كل نسمة ربيع...
وختاما، تقبل مني فائق الحسرة وخيبة الأمل...